تعريف الخوف :
بدايَةً، لا بدَّ أن نعتَرف جميعًا أن الخوف شعورٌ طبيعي، خلقَه الله تعالى في الإنسان، له وظيفتُه وأهميَّته، ولما كان الخوف كذلك، فمِن المؤكَّد أنَّ الله خلَق لِهذا الخوف قانونًا، كلَّما وافقه الإنسان، كانَت له السَّعادَة، فإن رفضه أجبَرَه هذا القانونُ على السَّيْر فيه، وحالتَئِذٍ يَفقِد الإنسانُ سَعادتَه الَّتي يَسعَى إليها، والَّتي يعتبرها هدفَه الأسْمَى.
أمَّا كونُ البعضِ يَرَى في الخوف شعورًا سلبيًّا فهذا مما يتسق مع الإيمان الكامل بحكمة الله في خلقه، ولا يقلِّل من قيمتِه لأشياء؛ أولها: أن هذا الخوف - كما قلنا - من خلق الله، وكلنا يعلم أن الله لا يخلق شيئًا عَبَثًا؛ إنما لغايةٍ وحِكمةٍ حسَنةٍ في ذاتها، لكنها قد تغيب عن الإنسان أحيانًا، وثانيها: أن هذا الخوف يحدث نوعًا من التوازن بين المشاعر داخل الإنسان، كما أنه ثالثًا: يحفظ بقاء الإنسان أحيانًا؛ فالطفل حينما يولد، تراه يخاف تلقائيًّا الصَّوتَ العاليَ، كما يخاف السُّقوطَ على الأرضِ.
تعريف الخوف فى علم النفس :
عرّف علماء النفس الخوف بأنّه شعور يُصيب عقل الإنسان المترقب لحدوث أمر سلبيّ له من خطر معين، وقد يكون هذا الشعور حقيقياً، أو مجرد خيال ووهم لا وجود له. يُعزى سبب الخوف إلى عدة أسباب قد صنفها العلماء، والأطباء النفسيون بأنّها: نواتج محض نفسية وسلوكية يُعاني منها الأفراد الذين يترقبون حدوث شيء ما لهم بالمجمل، وقد تكون اضطرابات هرمونيّة داخلية يُسبّبها وجود خطر محدق بالفعل بالشخص الخائف.
أعراض الخوف :
وتتمثل في:
2.جفاف الفم
4.ضيق في النفس
5.ارتجاف العضلات
6.زيادة معدل ضربات القلب
كيفية إزالة الخوف من القلب :
المخاوف لها عدة تشخيصات، ولها عدة أنواع، وكثيرًا ما تجتمع عدة مخاوف عند الشخص في نفس الوقت، وفي بعض الأحيان يكون للإنسان مخاوف معينة، ثم بعد ذلك تختفي لتظهر وتتبدل بمخاوف أخرى (وهكذا)، والخوف دائمًا مقترن بدرجة من الوسوسة، وكذلك القلق والتوتر.
ممارسة الرياضة الخفيفة وبصورة مستمرة
هي أفضل طريقة لمحاربة القلق وتأثيراته السلبية. وأفضل رياضة لذلك هي الركض وركوب
الدراجة الهوائية لأنها تساعد على تقويض هرمونات القلق وتنشط الدورة الدموية وعمل
القلب. وأثبتت دراسات علمية حديثة أنه حتى الناس الذين يعانون من التعب يشعرون
بالراحة عند ممارسة رياضة خفيفة. فيما لا يُنصح بممارسة رياضات صعبة أو رياضات
الدفاع عن النفس كونها تحفز التوتر والقلق.
هنالك عدة طرق للاسترخاء التي اُثبت نجاحها
علميا في محاربة التوتر، مثل "تدريب التحفيز الذاتي" الذي يتضمن ممارسة
جلسات استرخاء يومية تستمر نحو 15 دقيقة بوضعيات معينة، على سبيل المثال الاستلقاء
أو التأمل جالسا. وكذلك عملية "استرخاء العضلات التدريجي"، وفيها يقوم
الشخص بتحفيز عضلات معينة على الاسترخاء. كذلك رياضة اليوغا والتأمل لها تأثيرات
إيجابية على مقاومة التوتر في الجسم.
زيارة أماكن هادئة للراحة النفسية مفيدة جدا لوقف التوتر، إذ تبدأ أعصاب الجسم بالاسترخاء وتخلد الأحاسيس والعقل إلى الراحة وتتجهز لإعادة النشاط. ويمكن للمرء البحث عن مكان هادئ في منزله ليبقى فيه 15 إلى 20 دقيقة ويكررها عدة مرات في اليوم ليهرب من الضوضاء أو من زحمة الحياة. ويمكن الذهاب أيضا إلى المكاتب العامة أو المتاحف أو أماكن العبادة طلبا للراحة النفسية.
علماء من هولندا اكتشفوا أن اللون
الأخضر يساعد الجسم على الاسترخاء ويبعث الراحة في القلوب. والناس اللذين يملكون
حديقة في منزلهم أو يسكنون قرب حديقة عامة هم في الغالب، حسب الإحصائيات العلمية،
يتمتعون بصحة نفسية أكبر من غيرهم. لذلك حاول أن تذهب إلى المناطق الخضراء أو
الحدائق واستمتع هناك بوقتك واستمع إلى تغريد الطيور بعيدا عن الضوضاء.
النصيحة الأخيرة هي النوم الكافي. كل
إنسان يحتاج إلى راحة جسدية وقسطا وافيا من النوم. ويمكن لأعضاء الجسم مقاومة
هرمونات التوتر بكفاءة عالية عند النوم الكافي. وينصح بالنوم في فراش مريح في مكان
هادئ ومُهوى جيدا لمساعدة الجسم على التنفس الصحيح.
دعاء الخوف:
حَدَّثَنِا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مُؤَذِّنِ الطَّائِفِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى يُوسُفَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا يُوسُفُ اشْتَدَّ عَلَيْكَ الْحَبْسُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ مَا أَهَمَّنِي وَكَرَبَنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَثَبِّتْ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي، وَاقْطَعْهُ مِمَّنْ سِوَاكَ حَتَّى لَا أَرْجُوَ أَحَدًا غَيْرَكَ.